الهولونومي يحقق التطوير لمدرسة تطوير

نحو مجتمعات هولونومية ( Holonomy) متماسكة في مدارسنا


أمنيات تختلج النفوس ، وتصافح الأحلام ، وتسعى العقول أن تنثر عبق هذه الأحلام على أرض الواقع
وما يغذي العقل إلا تلك العواطف الجياشة  التي حملناها تجاه
تحسين التعليم في بلادنا


أهداف الموضوع

التعرف على النقاط التالية :
-          مفهوم الهولونومي
-         عواقب عدم تطبيق الهولونومي
-         صفات الأشخاص الهولونوميين والمجتمع الهولونومي
-         معايير القائد الساعي لتحقيق الهولونومي
-         ما هي بعض الإجراءات التي تقود لتحقيق الهولونومية



ما هو الهولونومي ؟

مصطلح الهولونومي ( Holonomy )

يوضح ( Arther &Robert ، 2004) أن الهولونومي مصطلح إغريقي يتألف من كلمتين Holos  وتعني الكل و on وتعني الجزء
ويشرح د. Robert H.Anderson بأنها تمثل هدفين متلازمين : الإستقلال الفردي من ناحية والتعاون ( العمل بالإعتماد المتبادل مع الآخرين ) من ناحية أخرى

ويورد ( Edward Pajak ،2007) تعريفا للهولونومي بأنه " قيام الأفراد بعملهم بشكل مستقل والعمل في نفس الوقت بشكل تعاوني مع المجموعة "



حين تفقد الهولونومية ؟

يكاد ينعدم الإتفاق بين العاملين على كلمة واحدة أو مهمة واحدة
الأهداف بينهم غير واضحة
يميل الأفراد للعمل مستقلين عن بعضهم البعض نتيجة تدني الإعتماد المتبادل
يقل التحسين نتيجة إنعدام التأمل الذاتي والجماعي 
يعتبر المعلمين والطلاب نجاح غيرهم فشلا لهم
يصبح الأفراد سلبيين ليس لديهم القدرة على مواجهة عيوبهم ، بل ويخفون مشكلاتهم.

صفات الأشخاص الهولونوميين

1-   يضعون لهم أهدافا الشخصية
2-   يعملون بالتوجيه الذاتي والمراقبة الذاتية والتعديل الذاتي
3-   يمارسون التجريب والتعلم بالإختبار
4-   يعملون بتشاركية فعالة مع الغير
5-   يعملون لمصلحة الجميع وفي نفس الوقت يهتمون بأهدافهم وإحتياجاتهم 

المجتمع الهولونومي

والهدف الذي تسعى لتحقيقه الهولونومية كما يراه ( Edward Pajak ،2007) هو :

تكوين مجتمع إنساني تعاوني داخل المدرسة يستفيد بشكل فعّال من الصفات النوعية لكل فرد من أفراد هذا المجتمع




ولكن كيف تسعى كل مدرسة لتطوير أفراد مستقلين يمارسون أدوارهم
في الأنظمة الهولونومية

   أولا : التحول في دور القائد نحو تشجيع سلوكيات الهولونوميين  في المدرسة


فهو كما يقول ( د.محمد العجمي ، 2008 )أن القائد هو المسئول عن إدارة وتنسيق
تصرفات العديد من الأفراد المتنوعين نحو تحقيق هدف عام ومشترك
وذلك حين يلتزم بمعايير منها :

- أن يشترك القائد في عمليات التحسين المستمر وأن يستثمر طاقات الأفراد ويوجه جهودهم نحو الهدف


-         أن يقوم القائد بالإشراف على سير العمل المدرسي من خلال إيجاد
 فرق عمل تعاونية وأن تكون أهداف هذه الفرق هي بذل أقصى جهد ممكن لرفع كفاءة المدرسة

-         أن يشعر القائد كل فرد أنه جزء هام في المدرسة وأنه جزء من الفريق التعليمي وأنه مشارك في إتخاذ القرارات التعليمية حتى تصبح القرارات مبنية على أساس المشاركة الجماعية

-         أن يضع  الفرد المناسب في المكان المناسب حتى يصبح التطوير هو مسئولية كل فرد في المدرسة

-         أن يسعى نحو تشجيع برامج التعلم والتطوير الذاتي

-         على القائد التربوي السعي نحو التخلص من عمليات الرقابة على الأفراد
وأن يعمل على بث روح الرقابة الذاتية للفرد على نفسه
  

ثانيا  : وضع خطوات إجرائية لبناء الهولونومية :

هناك خطوات إجرائية تسهم في تكوين مجتمع هولونومي ، وهذه الخطوات هي لازمة لعمل القائد والمعلم والمتعلم ،  هذه الأضلاع الثلاثة ينبغي أن تتوفر فيها صفة الإعتماد المتبادل و المسئولية الفردية ولو لم يتم توفر هذه الصفات في أحد الأضلاع فإنه لن يتكون مجتمع مدرسي هولونومي متماسك .

ويرى  ( Middlewood ، Parker & Beere ، 2005 ) أن  المدرسة كمملكة النحل في تداخلها وتفاعلها والتحدي الذي يواجه المدارس هو إكتشاف وتطوير ما يمسك حلقة التواصل معا .

وهناك بعض الخطوات التي تسهم في تحقيق التماسكية في المدارس  :

الخطوة الإجرائية الأولى لبناء مجتمع هولونومي

-          بناء الإعتماد المتبادل

الإعتماد الإيجابي المتبادل

" نحن بدلا من أنا "
" ننجو معا أو نغرق معا "
مبدأن مهمان هو ما يقوم عليه عمل المجموعة ومثال ذلك كرة القدم
فلو ساد مبدأ أنا بدلا من نحن لخسر الجميع

ويشير ( David & Roger ، 2005  ) أن الإعتماد الإيجابي المتبادل هو الذي يفرض على أعضاء المجموعة أن يشمّروا عن سواعد الجد وأن يعملوا معا لتكون إنجازاتهم أبعد من نجاح الفرد

 يجب أولا أن يعي أعضاء المجموعة مسئوليتين ما هما ؟

مرّ محمد وهو معلم بمشكلة عدم القدرة على التعامل مع مهارات التفكير بشكل فعّال ، توجّه إلى مجموعته طالبا المساعدة ، هنا اقترح  المعلم علي تنفيذ ما تعلموه في دورة تدرب الأقران لحل هذه المشكلة ،
قال  المعلم سامي : لكن ما هي المشكلة الأساسية في عدم قدرتك على تدريس مهارات التفكير يا محمد ؟هل تتمثل في عدم المقدرة على دمج مهارة ما خلال الدرس أو إختيار المهارة المناسبة للموضوع قيد التدريس أو عدم الإلمام ببناء مقياس تقدير للمهارة أو إدارة المجموعات القائمة بتطبيق مهارة التفكير أو.... أو .... قال
علي : حين نبدأ يا سامي بتحديد الإجتماع التحضيري سنناقش كل هذه الأمور ولكن علينا أولا أن نتقاسم قبل الإجتماع التحضيري البحث في كل الجوانب التي تجعل من تطبيق تدريس المهارات أمرا فعّالا ومن ثم يطبق محمد أحدها حتى يتمكن من إتقان التدريس بمهارات التفكير  ، أنا سأتناول بالبحث كيفية بناء مقياس تقدير للمهارة ، قال سامي وأنا سأبحث عن كيف تختار المهارة المناسبة للدرس وكيف تبني نشاطا أو ورقة عمل خاصة بذلك  ، قال محمد وأنا سأجمع كل منظمات المهارات بأشكالها المختلفة حتى نتناقش في أيها تناسب مادتي وطلابي ، نظر الجميع للمعلم المستجد وليد الذي كانت نظراته الحائرة تتوزع بين الجميع ،
قال وليد : ما بكم تنظرون إلي هكذا أأأأأأأأأأأنا  لا أعرف شيئا عن مهارات التفكير حتى أعرف الجزئيات التي أبحث عنها
قال محمد : نعم يا جماعة  فوليد حضر للمدرسة بعد أن أنهينا دورة مهارات التفكير 
قال علي إذا دعونا قبل أن نبدأ موضوع محمد ، نبدأ بشرح تلك الدورة التي أخذناها لأخينا وليد ومن ثم نستكمل البحث في مشكلة محمد التي كان من أجلها هذا الإجتماع .


من خلال الحوار السابق ما هي المسئوليتين التي يجب أن يعيها ويعمل بها أفراد المجموعة ليتحقق الإعتماد الإيجابي المتبادل

أترككم للتأمل ؟


خطوات بناء الاعتماد الإيجابي المتبادل :

الخطوة الأولى

إيجاد رؤية مشتركة لكل مجموعة يبنيها الأفراد بأنفسهم مشتقة من رؤية مدرستهم

الخطوة الثانية

تنظيم عمل المجموعات

-         وضع جدول زمني للقاءات المجموعة يتابعه القائد ويشارك فيه
-         كتابة خطة واضحة مسبقا موضحة مسئولية كل فرد
-         وضع آليات التأمل والتقويم الذاتي للمجموعة لتعمل على تحسين أداءها بشكل مستمر

الخطوة الثالثة  

تكليف المجموعة ( سواء معلمين أو متعلمين ) بمهمة واضحة قابلة للقياس فيجب أن يعرف الأعضاء جميعا ويفهموا المطلوب منهم .

الخطوة الرابعة

أن يتم تحديد أهداف لكل مجموعة ليقتنع الجميع أن تحقيق أهدافهم مرهون بتحقيق زملاءهم في المجموعة لنفس الأهداف

مثال :
 يورد ( David & Roger ، 2005  ) مثالا على ذلك وهو أن يقوم المعلم ببناء الإعتماد الإيجابي حول الأهداف للمتعلمين بإعلام أعضاء المجموعة بأنهم مسؤولون عما يلي    :

1-   تحصل المجموعة على درجة أعلى - بجزء معين يحدده المعلم - بحيث يزيد عن الدرجة التي سيحصل عليها الأفراد  لو قاموا بالعمل بمفردهم .

2-   جميع الأفراد يحسنون أداءاتهم لتكون أفضل من أداءاتهم السابقة

3-   يكون المجموع الكلي لدرجات المجموعة ( والذي يتحدد بحاصل جمع درجات جميع أعضاء المجموعة ) أكثر مما هو محدد بجزء معين




الخطوة الخامسة

بناء الإعتماد الإيجابي من خلال المكافأة
وتتضمن

-         أن يحصل كل عضو في المجموعة على نفس المكافأة الملموسة لقاء النجاح في إتمام مهمة مشتركة
-         أن يجري أعضاء المجموعة إحتفالا مشتركا بنجاحهم

ووجهة النظر التي يوردها ( David & Roger ، 2005  ) حول الإحتفال أن متى ما كان الإحتفال بأداء المجموعة منتظما سيحسن نوعية التعاون وليتطلع كل شخص للعمل في مجموعة تعاونية ويبذل قصارى جهده مستمتعا بذلك فالشخص يبني التزامه الطويل الأجل بالإنجاز حين يرى نفسه موضع تقدير واحترام لقاء ما يفعله

فالمعلم يحتفل بإنجازات المتعلمين الجماعية
والقائد يحتفل بإنجازات المعلمين الجماعية


الخطوة الإجرائية الثانية لبناء مجتمع هولونومي

-         المسئولية الفردية

يقارن ( David & Roger ، 2005  ) بين المسئولية الجماعية والمسئولية الفردية  بقولهما " أن المسئولية الجماعية هي تقويم الأداء الكلي للمجموعة وإعطاء النتائج لجميع أعضاء المجموعة ليقارنوها بمقياس أداء معين
والمسئولية الفردية هي تقويم أداء كل عضو على إنفراد وإعطاء النتائج إليه وإلى المجموعة لمقارنتها بمقياس أداء معين وفي نفس الوقت يعتبره زملاءه مسئولا عن الإسهام بنصيبه العادل من أجل نجاح المجموعة "

وخطوات بناء مسئولية فردية:

-         تكوين مجموعات صغيرة الحجم فكلما صغرت المجموعة ازدادت مسئولية الفرد .
-         إعطاء تقويم فردي لكل مجموعة ( مثال يجعل المعلم لكل متعلم درجة خاصة به وتختلف عن درجة المجموعة التي سبق التطرق لها )

-         أن يتم إعطاء تقويم شفهي عشوائي بحيث يتم إختيار عضو ويشرح عمل المجموعة
  ( مثال : يطلب المعلم من طالب في المجموعة ما عملته المجموعة في المشروع الذي تم تكليفهم به
كذلك القائد يختار أحد المعلمين عشوائيا ويسألهم  ماذا فعلو وأين وصلوا في عمل تم تكليفهم به )

- وضع جدول وتسجيل تكرارات إسهام العضو في المجموعة ويتم ذلك من خلال الملاحظة ( وهذا يستدعي بقاء القائد دائما قريبا من المعلمين أما بالنسبة للمعلم فسهل عليه تسجيل ذلك لطلابه  بالملاحظة المباشرة وغير المباشرة )

- جعل الأعضاء يعلّمون ما تعلموه لشخص آخر أو مجموعة أخرى ( كأن يكلف القائد أحد المعلمين في شرح ما تعلموه لمعلم مستجد أو جديد على المدرسة أو لمجموعة أخرى )





هذه بعضا مما حاولت جمعه لتحقيق الهولونومية


المراجع

-         استراتيجيات الإدارة الذاتية للمدرسة والصف ،  د. محمد العجمي
-         قيادة المدرسة التعاونية  ، David & Roger
-         التدريب المعرفي  ،  Arther & Robert
-         Creating a Learning School  ، David Middlewood ،

Richard Parker  & Jackie Beere

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق