القائد فرعون كيف يعيش هذا العصر؟

من منّا لا يعرف ذلك القائد الدكتاتوري الذي تحدى بدكتاتوريته كل البشر
بل تجاوز حدوده ليجعل نفسه ندا لله تعالى
ويرى أن علوّه في الأرض الذي رسمه لنفسه يمكّنه لأن يكون عاليا حتى في السماء
بمعنى أنه يريد أن يمتلك ما ليس من حقه
ومثل هذا القائد يحرق نفسه ويحكم على نهايته حتى وإن كان في بداياته

يا ترى كم قائد فرعوني أو قائدة فرعونية يقبعان في مدارسنا 
صحيح أن النسبة تضاءلت كثيرا عن السابق ولكن بعض السلوكيات الفرعونية
ما زالت تحمل نسبة عليا في الكثير من المدارس

القائد فرعون كان هو الحاكم الأعلى
وفي بعض مدارسنا القائد فرعون يذكر دائما بأنه السلطة الأعلى
القائد فرعون كان  يشرف على أمور الحياة  ويسيطر على البلاط وهو المسئول عن الاقتصاد كله
وفي مدارسنا القائد فرعون هو المسئول الوحيد عن كل ما يدور في مدارسنا
هو صاحب القرار الأول والأخير وبلاطه مدرسته لا يحق لأحد أن يقترب منها ولا يحق له المشاركة فيها ولو حتى بالكلمة
( معذور  فهي ملكه )

القائد فرعون  كان يسيطر  عن طريق مكاتب إدارية تتبع له على مختلف  الأقسام حقول ، مخازن  وحبوب ، بناء المعابد
والسفن والجيش والحدود
والقائد الفرعوني  في مدارسنا  يسيطر على  ما يجب أن يفعله المعلم وما لا يجب  ، يسيطر على كل التخصصات والأفراد معلمين وطلاب وحتى أولياء أمور  

القائد فرعون كان له موظفين يحاربوا من أجل الملك والقائد فرعون في مدارسنا له موظفين  يعملون وفق فكره بل وينشرون
أفكاره
القائد فرعون لا يعرف إلا أسلوب العقاب ، الإعدام للتمرد والضرب للجرائم
الصغيرة
وفرعون مدارسنا لا يعرف إلا الصراخ والصوت العالي والحل لكل مشكلة
لفت النظر
بل ويزيد أحيانا لأن يسحب أو يعطي تكليفات ليست تشريفا وإنما عقابا
القائد فرعون همه  لا صوت إلا صوتي
وفرعون مدارسنا يرى الموظف المثالي من سكوته من ذهب 


ولكن في الأفق أمل  فالقائد الفرعوني   يحاول أن يعيش هذا العصر 
حيث يسعى  لأن يتخلص  من كل  القيود الفرعونية  والتي تجعله مركزيا
والقائد العصري لا يسعى أن يتملك الآخرين ولكنه يقدم الرعاية والحب لمن حوله
ولا يقدم إليهم الأفكار ويجبرهم على تنفيذها لأن من يقودهم قد يمتلكون من الأفكار
أفضل مما لدى القائد
 

ولكن كيف يتخلص القائد من الفكر الفرعوني ؟
لننظر معا لما يذكره  د. محمد عبد الغني
يعتقد  المدير التقليدي   أن التحول من  الإدارة  المركزية  إلى الإدارة اللامركزية  تعني
انتهاء دوره  ولكن واقع الحال يوضح أن المدير كان يمارس جانبا واحدا
من مسئولياته الرقابية وكان هناك إغفال وإهمال للمسئوليات الأخرى لأن مسئولية الرقابة
كانت تستحوذ جلّ وقته
فأدواره الأخرى معطلة مثل التوجيه والإرشاد والإشراف والمساندة والبحث عن الرؤى
والأفكار المتطورة
لكن المهم أن يتم تغيير النموذج العقلي لهؤلاء
( تماما مثلما يجد القائد معلم يرفض كل جديد ويعارض كل تطوير فيصبح القائد بحاجة
أولا إلى تغيير نموذجه العقلي قبل عرض الجديد المتطور )

وحتى يتم رمي ثوب الفرعونية فمن المهم الالتزام بما يلي :

1-    الاشتراك مع المرؤوسين في التحليل المستمر للعمليات والعمل على كشف
المشكلات وتجريب الحلول

2-    الالتزام بروح التسامح عند التعامل مع تجارب العاملين حتى لا يقتل روح
المبادرة والبحث لديهم وليس المقصود التساهل وإنما نسيان الأخطاء السابقة والسعي لإصلاح ما أفسده الخطأ

3-    أن يمنح القائد نفسه فترة كافية من التأمل والتفكير وتنمية عمليات التعلم واكتساب الخبرة وعملية التأمل ليست شعارات براقة وإنما أن يكون الإنسان على وعي بما يفكر وليس بما يقول

4-    لا يقوم القائد بإنجاز العمل عن الآخرين ولكن يجعلهم ينجزون أعمالهم بأنفسهم 

5-    يعتبر نفسه مخرجا و يتابع أداء الممثلين من الكواليس ويدعم أدوارهم في تحقيق النتائج المرغوبة

6-    يجعل رؤيته تخدم كل الرؤى

7-    يهتم بوجود نظام وقواعد للعمل ولتسهيل عمليات الحوار في المدرسة

8-    يسلّم دفة قيادة الممارسات الإشرافية للمعلمين ويعتبر نفسه ربانا متعاونا 


وهناك الكثير والكثير من ممارسات القائد العصري و التي يطول الحديث عنها

تحياتي إليكم ودعواتي لكم أيها القادة العصريون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق